أما آن لنا أن نتعظ؟
الدكتور / عبدالمحمود أبّو .................... يكتب أما آن لنا أن نتعظ؟
الدكتور / عبدالمحمود أبّو ……………….. يكتب
أما آن لنا أن نتعظ؟
19 ديسمبر ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان.
في مثل هذا اليوم من عام 1955م توحد السودانيون وأعلنوا استقلال بلادهم، متناسين كل الخلافات التي بينهم، جعلوا هدفهم الوطن فحققوا أعظم إنجاز في تلك المرحلة من تاريخ السودان.
لقد أظهرت هذه الحرب اللعينة فظاعة القوة غير المرشدة، والسلطة المطلقة، والجهل بعظم المسئولية، ونذكر كل مسئول بأنها أمانة وأنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها، ونرسل في بريد كل عاقل لديه مثقال ذرة من المسئولية عسكريا كان أو مدنيا، ينتمي لهذا الوطن بالآتي:-
أما آن لنا أن نتعظ؟
أولا:-
حرمة النفس الإنسانية تفوق حرمة الكعبة، وحذر رسول الله صلى الله عليه مما يحدث الآن الذي سماه “الهرج والمرج” فلا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل، وقال صلى الله عليه وسلم:”لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض“.
ثانيا:-
هذا الوطن جاهد سلفنا من أجله، وبذلوا أرواحهم رخيصة من أجل تحريره ووحدته ونهضته، وتركوه أمانة في أعناقنا، فلنربأ بأنفسنا من كل فعل أو موقف يمزق هذا الوطن ويقضي على وحدته.
ثالثا:-
رابعا:-
ثبت بالوقائع أن قضيتنا لا يعالجها غيرنا فالعالم القريب والبعيد مشغول بقضاياه، علينا أن نتواضع ونجلس مع بعضنا بعضا لنعالج خلافاتنابالعدل والحكمة وإعطاء كل ذي حق حقه.
خامسا:-
لقد استطاع سلفنا بالحكمة تجاوز خلافاتهم، وبالوحدة حققوا استقلال البلاد وصانوا كرامة شعبهم وعاشوا أعزاء يحترمهم القريب والبعيد، وكانوا مضرب المثل في القيم الإنسانية؛ بل ساهموا في علاج مشاكل الآخرين وصالحوا بين المتخاصمين، فلنتبع نهجهم برا بهم وصيانة للقيم التي ضحوا من أجلها.
سادسا:-
نداء لكل وطني غيور آن الأوان للتجرد من الانتماءات الضيقة الجهوية والقبلية والحزبية والطائفية والأنانية، والانتماء للوطن الكبير أرض جدودنا ومنبت رزقنا، إنه الآن على حافة الانهيار، فلنتعاون جميعا لنعمل بكل طاقتنا على وضع حد لهذه الحرب وإعلاء راية السلام.
أما آن لنا أن نتعظ؟
سابعا:-
فلنجعل من ذكرى استقلال السودان من داخل البرلمان فرصة لفتح صفحة جديدة نغير بها ما بأنفسنا ونجعل الحب مكان الكره،والعدل مكان الظلم، والسلام مكان الحرب، والتفاؤل مكان اليأس، والوحدة مكان الاختلاف. قال تعالى:” إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ
أما آن لنا أن نتعظ؟